كانت إذاعة موريتانيا في فترة مديرها السابق محمد الشيخ ولد سيدي محمد ورشات عمل مفتوحة (حوارات – ندوات – لقاءات وهلم جرا… فعلى مستوى (الحوارات) استطاع الرجل وبحنكته السياسية المعهودة ومعاملاته الحسنة أن يستقطب جميع الخصوم السياسيين معارضين راديكالين كانوا أو مهادنين على طاولة واحدة مع أحزاب “الموالاة” كُلُ يدلُي بِدلْوِه فيما يَراهُ مُناسباً طرحُهُ أو الاعتراض عليه، كما أنه أيضاً حضر لتلك الحوارات والندوات مفكرون ومحامون وخبراء وصناع رأي إلى أن عُيين ولد حرمة الله في 2016/05 بتضليل كبير من صهره رئيس الحزب بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب لكنه ما كان إلاّ مُفسداً حقيقياً ومن العيار الثقيل لتتراجع الإذاعة أشواطاً إلى الوراء عن ما كانت عليه من قبل نحو التخلف وغياب التخطيط في حين يبرز الاهتمام بالموسيقى كأهم هوايات ولد حرمة الله فلا يبقي وصلة موسيقية إلاّ وأمر بإلصاقها بالأخرى وما إن تنتهي تلك حتى يوصل ثالثةً بها كما أشرف هو بنفسه على ذلك ليلة رأس السنة الماضية حتى صباح اليوم الموالي 01/2017 م في رسالة تبشيرية واضحة لجمهور الإذاعة بأن القادم هكذا..
على مستوى البرامج في (الإذاعة الأم)
قضى عبد الله ولد حرمة الله على جميع البرامج الحوارية والثقافية والترفيهية الخ في حين حول إذاعة الجمهورية الإسلامية الموريتانية إلى إذاعة خاصة به تفرد مساحة كبرى لتغطية زياراته المكوكية إلى ولايات الوطن، مصحوباً بِحُراسٍ (5) حيث كان قد بذر خلال زياراته الاخيرة (الفاشلة) ما يقارب خمسمائة ألف أوقية من ميزانية الإذاعة في وقت يأبى فيه أن يُسلم لِعُمالِه (المهمشين) مستحقاتهم المادية التي أقل أعمارها 4 أشهر وأكثرها 8 أشهر.
على مستوى المعاملات والحنكة السياسية
صفر أخلاق، صفر احترام، صفر تربية، صفر في صفر… وإن غابت الأخلاق وحسن المعاملة فلا تسألوني عن هل هو محنك سياسياً أم لا؟! و كيف يخاطب عماله، الحنكة (لا وجود له)، وخطابه لعماله والزوار (العمال اخليق الإذاعة)، والزوار (أنا ما نقاطع ولا نعارض أوخظ عني).
على مستوى قناة المحظرة وإذاعة القرءان الكريم
قضى الرجل على مشروعٍ إسلامي مُتزِنٍ لا غلو فيه ولا تكفير ولا إفراط ولا تفريط في عالم التخوين والتكفير والتفجير والمفاسد والْبِدَعِ والفتن المنتشرة كقطع الليل يُمْسي الشاب فيها مُسلماً ويغدو كافراً أو داعشياً أو انتحارياً أو أو…
فماذا إذاً فعل ولد حرمة الله بهذا المشروع السمح الذي صحح أفكار الكثير من الشباب ممن كانوا يحملون أفكاراً داعشيةً، صحح عقيدتهم الإسلامية وأن الدين دين سلام ومحبة ودعوة بالتي هي أحسن لا غلو ولا تخوين فيه للناس، فشريعتُنا تنأى بنا عن “الشقاق”.
ماذا فعل إذاً؟ !
أقال المجلس العلمي لإذاعة القرءان الكريم، ضيق على “لجنة تصحيح” المصاحف بإذاعة القرءان الكريم، و قال لهم من الكلام البذيء ما لم تقله هِندُ للحجاج عندما بدى لها من المرآة ما بدى حتى أقدمت تلك الكوكبة المُزكاة على (الاستقالة) من اللجنة وعلى مضض.
– طرد فنيين أيضاً عن العمل..
– طرد مشاييخ كبار وقراء لكتاب الله تعالى..
– طرد الصحفي مقدم البرامج بالقناة الشيخاني..
شخصيا ما زال يحاصرني في مستحقاتي لا لشيء سوى أنني لم أرضخ لغطرسته ولم أكن من قطعانه…
على مستوى البرامج في قناة المحظرة وإذاعة القرءان الكريم
أدار الرجل ظهره للبرامج الدينية السمحة في القناة وإذاعة القرءان الكريم، واكتفى بتخليد أعياد رأسِ السنة والـ”فلانتاين” وعيد الشجرة وعيد التطبيل وعيد النظافة الوهمية التي تصرف فيها مئات الأوقية..
سيدي الرئيس والسادة القراء هذا غيض من فيض عن المدير العام لإذاعة الجمهورية الإسلامية عبد الله ولد حرمة الله الذي ما يفتأ يسيء الأدب مع الجميع، ولأن الإذاعة يفترض بها أن تكون إذاعة جامعة لأبناء موريتانيا باختلاف ألوانهم ولهجاتهم وأعراقهم وكذا يفترض بمديرها العام أيضاً أن يكون على قدر كبير من المسؤولية والاحترام للجميع والحنكة السياسية كسلفه المدير العام السابق محمد الشيخ ولد سيد محمد.
فلماذا أصلاً عين ولد حرمة الله في منصب إداري كبير وهو الذي لم يسبق له أن أدار قطاعاً حيوياً كالإذاعة أو على الأقل لم يكن خريج “الإدارة”.
ولماذا أيضاً التمسك بشخص صدامي حتى النخاع بالعمال والزوار وغيرهم ممن تطأ أقدامهم الإذاعة…
هل سنشهد في الأيام المقبلة مديراً عاماً جديداً للإذاعة مُتزناً ومُحنكا وهادئاً وغير صبياني يرقى عن الخلافات الشخصية ويحتكم إلى العقل والحكمة والسكينة والهدوء أم عكس ذلك؟؟