فيما تغرق حملة المرشح وزير الدفاع السابق محمد ولد الغزواني في المشاكل والصراع بين رموز المعارضة الذين تخلو عن احزابهم وتجمعاتهم السياسية ودعموا مرشح الدولة وموالاة ترغب في الانفراد بكعكة الحملة ، فإن الاخطاء تتواصل، ويدخلها مثقفون راغبون في تضليل المرشح عبر انتاج بعد ثقافي وهمي غير جدي وغير مؤثر .
وبين مبادرات وهمية وصالون ثقافي غير محترف، وعودة للحديث عن خدمة عناصر من الجيش لديوان المرشح، يجد المرشح نفسه مجددا في مربع الاتهام، ما يعيده الى موقع الدفاع أمام الهجوم الشرس والانتقادات التي بدأت تطفو على السطح.
حملة البالونات..
وفيما انطلقت مئات المبادرات الداعمة للمرشح حتى وصلت بحسب بعض التقديرات الى 416 مبادرة أعلنت دعمها منذ اعلان المرشح لمشاركته في السباق الإنتخابي المزمع في يونيو القادم، تشير تقارير الى ان لجنة احصاء داخلية كشفت عن ان هذه المبادرات لا تتجاوز في حقيقة أمرها حدود 40 مبادرة ذات وجود على ارض الواقع، وان بعض المبادرات تلاعب المسؤولون عنها بالأرقام واعداد المنتمين اليهم.
وفي التفاصيل انه لا يمكن الاعتماد انتخابيا على هذه المبادرات التي وصف بعضها بالبالونات الانتخابية التي لا تعكس حقيقة الواقع.
يكشف ذلك حجم التناقض الداخلي، وتصفية الحسابات بين اطراف حملة المرشح، كما يكشف ضعف المبادرات الداعمة له، ويؤشر ذلك ايضا الى قرب الانسحابات الناتجة عن الاحتجاجات على تقدير حجم التأثير بالنسبة لبعض المبادرات التي لن تقبل بأي حال تحجيم دورها على أرض الواقع.
مبادرة ثقافية غير جدية
في تحرك غريب حاول قياديون في حملة المرشح محمد ولد الغزواني اظهار مشهد ثقافي في حملته بناء على طرح غير جدي في الحقيقة.
حيث حاول رئيس منسقية المبادرات في حملة المترشح حبيب ول همت اظهار جانب ثقافي في المبادرات التي تدعم ولد الغزواني وذلك في محاولة يائسة لمواجهة ابرز خصومه وهو الوزير الاول السابق سيدي محمد ولد بوبكر المدعوم من حزب تواصل وكتل سياسية وشخصيات وازنة والذي قدمه داعموه على انه رجل ثقافة وشاعر وناقد متمكن واداري وديبلوماسي صاحب تجربة وازنة.
ولد همت حضر مساء الاثنين الماضي اعلانا عن افتتاح الأنشطة الأسبوعية لصالون غزواني الثقافي بنواكشوط، الذي بدأه المشرفون عليه بندوة تحت عنوان: “محاولة لبلورة رؤية للثقافة والمثقف من خلال خطاب المرشح محمد ول الشيخ محمد أحمد ول الغزواني”.
وبدل ان يحقق الصالون أهدافه منذ البداية في جذب طبقة من المثقفين، فقد كان من الواضح لأي مراقب انه محاولة غير ناضجة لتقليد الحضور الثقافي لأبرز منافسي غزواني في الحملة الانتخابية.
حيث انه من حيث المبدأ لا يمكن النظر الى محاولة بلورة رؤية للثقافة والمثقف من خلال خطاب المرشح محمد ول الشيخ محمد أحمد ول الغزواني الا من باب التهويل، فأي رؤية ثقافية حقيقية لا يمكن بناؤها على جمل قليلة وردت في خطاب مرشح لم يمضي على اعلان ترشحه اكثر من ثلاثة اشهر.
والمرشح نفسه بعيد كل البعد عن الثقافة بمفهومها العملي والاداري حيث انه رجل جيش وليس رجل سجالات ثقافية.
وهذا الموقف غير الجاد جاء بنتائج عكسية لما كان المشرفون عليه يطمحون له، وتبين ان هذه المحاولة غير مبنية على توجه جدي نحو الثقافة والمثقفين بل هي اقحام واضح للثقافة في الجدل السياسي الدائر، وتقرب غير محمود للمثقفين من مرشح النظام لا يمكن تفسيره خارج البحث عن مصالح فردية وقتية لا يعول عليها.
ضابط في خدمة مرشح الدولة
الثابت لحد الآن بعد تعيين اربعة وزراء على رأس لجان حساسة في حملة المرشح، واستعماله لطائرة عسكرية خلال جولاته في الداخل، هو ان المرشح محمي من طرف الجيش، وهو ما يشكل خرقا لقانون تعارض الوظائف العسكرية والامنية مع العمل السياسي، خصوصا بعد ظهور الضابط في القوات المسلحة الموريتانية محمد ولد انداري في مكتب ديوان المرشح متوليا مهمة سكرتيره الخاص، بعد ان عمل معه في مكتبه خلال توليه لقيادة الاركان وهو الأمر الذي اعاد للواجهة محاولة حملة المرشح توظيف مكانته العسكرية السابقة في السباق الانتخابي.
هيئة تحرير الوئام