صحيفة مفتاح الخير الإلكترونية – انطلقت، صباح اليوم السبت، فعاليات الورشة التي ينظمها حزب الاتحاد من اجل الجمهورية بمدينة كيهيدي عاصمة ولاية كوركول، حول تعزيز الوحدة الوطنية ومكافحة كافة مخلفات الرق.
وسيتم إثراء هذه الورشة من قبل عضوي المكتب التنفيذي محمد محمود أمات، وسيدي محمد بونة الملقب المدير، كمحاضرين حول مواضيع الورشة، والبكاي عبد المالك، عضو المجلس الوطني، كمقرر لأعمال الورشة، التي سينعشها أيضا أطر ومناضلو الحزب المشاركون في الورشة.
وقد افتتح رئيس الحزب سيدي محمد ولد الطالب أعمر فعاليات الورشة بكلمة هامة هذا نصها:
(بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه المبعوث رحمة للعالمين
سيداتي سادتي أريد أن أبدأ بتحية وشكر هيئاتنا وكل مناضلينا في كيهيدي، والقيادة الحزبية في اتحادية كوركول على استقبالهم الرائع لنا وتنظيمهم المحكم لهذه الورشة الهامة، وأشكر كل الإخوة الحاضرين من ولايات اترارزة، ولبراكنه، وكيدي ماغا، وغورغول، على مشاركتنا هذه الورشة الهامة المنظمة اليوم في كيهيدي، والتي سنبحث فيها معا آليات تعزيز الوحدة الوطنية والقضاء على كافة مخلفات الرق، بعد أن قمنا بتنظيمها في الأشهر الماضية في العاصمة نواكشوط ومدينة كيفة أخيرا، في إطار رؤية الحزب لبحث وغربلة كل القضايا المتعلقة بالوحدة الوطنية والآفاق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجيوستراتيجية للبلاد، ومن أجل بناء مشروعنا السياسي المنبعث من برنامج فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، على أسس سليمة لبناء أجيال متراصة يشد بعضها بعضا، لحماية نفسها ومستقبلها ووطنها في انسجام، يعكس حقيقتنا وتنوعنا الفريد وتاريخنا المجيد.
أيها الإخوة أيتها الأخوات، ليس من العيب أن توجد لدينا قضايا عالقة تتطلب الحل، وليس من الغريب أن تكون لدينا مخلفات عهود مضت، وتجاوزات ضد بعضنا، ولكن من أكبر العيوب، أن لا نعمل على تشخيص المعضلة، ولا نضع آليات لحلولها، وتجاوزها، إذ الخطأ ممكن، ولكن عدم تصحيحه مرفوض، وهكذا يمكن أن نبني مستقبلا حافلا بالثقة، مرصعا بالتكاتف والتعاضد، مزينا بالعدالة والمساواة.
لذلك توجد لدينا في حزب الاتحاد من اجل الجمهورية أولوية ملحة في طرح مقاربة واضحة المعالم سياسيا وتشريعيا، تتناول وبصراحة ومسؤولية وصدق قضايانا الاجتماعية والاقتصادية، عن طريق النقاش والبحث المعمق، بعيدا عن الأفكار المسبقة والتأويلات التي لا تنطلق من أساس ولا توصل إلى نتيجة مفيدة، في هدوء بحجم القضية، وتناغم وتفكير يعمل على حلحلتها، لأن المسألة تتعلق بمستقبل شعب لا يمكنه الانغراس خارج هذا الحيز، ومحكوم عليه بالانصهار مع بعضه أو الانمحاء من التاريخ لا قدر الله.
سادتي الأفاضل، لقد شكل برنامج فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، مرجعية من الأمل والانطلاق الواثق نحو المستقبل، على أساس العدالة الاجتماعية، والعيش الكريم لكل أفراد وجماعات هذا الشعب الكريم، وقد وضعت الدولة لذلك إطارا لتنفيذ المشاريع الهادفة إلى تحققه، رغم ما ميز الظرف من إجراءات مرتبطة بوباء كوفيد19، فكانت النتائج جد مشجعة رغم محدودية الوسائل، ورغم التركة السياسية والإدارية، والتي عملت قيادتنا على تجاوزها من خلال تطوير الحكامة الوطنية وتعزيز مؤسسات الرقابة، والعمل على استرجاع وحماية موارد الشعب.
إن الجو السياسي الهادئ الذي ميز هذه المرحلة، عكس رؤية فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في إشراك جميع الموريتانيين، مهما كانت آراؤهم، في بناء بلدهم، من خلال إذابة الجليد الذي تكدس لسنوات على العلاقة بين مختلف جوانب الطيف السياسي الوطني، وبينه وبين أجهزة الدولة، مما أسهم إلى حد كبير في عرقلة بناء المؤسسات، وتشييد المشاريع التنموية، ولا شك أنكم تدركون أنه أصبح بمقدور الجميع اليوم الجلوس معا والعمل معا، وهو ما سنشهده قريبا بحول الله، من خلال التشاور الذي سينظم في البلاد، والذي سيتناول كل القضايا الوطنية الكبرى من أجل وضع الحلول الناجعة والنهائية، وسيعمل حزب الاتحاد من اجل الجمهورية جاهدا خلال هذا التشاور من اجل تجاوز كل المظلوميات التاريخية في بلدنا، ووضع آليات رصينة لمحو آثارها وعدم تكراراها.
أيها السادة والسيدات، نتطلع اليوم إلى الاستماع لكل آرائكم التي لا شك ستسهم في إثراء النقاش داخل هذه الورشة، ونحن واثقون أنكم على قدر المسؤولية في طرق وطرح الأفكار، وفق ما يخدم تجاوز الماضي، لا تعقيده، وتصوره الحلول، بعيدا عن استعادة المعضلات، وإنكم بذلك ستسهمون في إعادة تأسيس جو من الثقة والعدالة، سيحكم أجيالنا الحالية والقادمة بحول الله.
أتمنى لكم التوفيق والسداد. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته).