سم الله الرحمن الرحيم و صلي الله علي نبيه الكريم
يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الي ربك راضية مرضية و ادخلي في عبادي و ادخلي جنتي . صدق الله العظيم
“اي مشعل للفكر قد انطفا و اي قلب توقف عن الخفقان!”
صعقني صعق الرعد رحيل المغفور له باذن الله المعلم محمد يحظيه ابريد الليل.
انني اعزي نفسي و اسرته الكريمة و رفاق دربه و أصدقائه و نخبنا و شعبنا و امتنا اليتيمة .
اسال الله ان يتقبله في اعلي فراديسه مقاما و ان يغفر له و يحيطه برحمته الواسعة
سيقال و يكتب الكثير اليوم و غدا عن الرجل الفذ لكن الكلمات ستعجز كلها عن الايفاء بقدر العملاق الفكري و الثقافي.
يشد المرحوم الجليس باستقامته . فمحمد يحظيه عند ما يجلس في الملا لا يتحرك من جسمه الا شفاه .انه في المجلس كالجبل الراسي . من هنا تفيح من مجالسته العظمة و الوقار و نوع من القداسة في المحيا و الخطاب.
الصعق و الجلد بالكلمة هو اميرهما بلا منافس. سخر الله له التوفيق في اختيار اللفظ الماثر في النفس، المصيب للهدف في الصميم. فيراعه يشق للضياء طريقه ويطرد عن العبث به جحافل الظلمة..
الحدس و الحس السياسيان لديه هو مالك بناصيتهما…
ملكوت الاستشراف و ابصار الكامن وراء الاكمة و الاتي من وراء القضبان تلك موهبته.
عندما يكتب او ينطق محمد يحظيه تصغي كل الاذان و تتفتح الأفئدة لتلقي قوله بالقبول او الاستحسان او التقدير و الاعتبار.. اذا صرصر البازي…
قرات بعض ما كتب و لست اتذكر انني قرات لمفكر ما جمع المرحوم محمد يحظيه من منابع الحضارات و الثقافات الكونية كالحضارة العربية والإسلامية و البابلية و الفرعونية و الصينية و الهندوسية و الاروبية و الافريقية الزنجية( بالمعني النبيل للتسمية) اذ يزركش جل كتاباته بمراجع لكل تلك الثقافات.. عالمه الفكري و الثقافي حديقة ذات ازهار زاهية لا تتناهي تتناغم فيها الابعاد من ابعاد…
صحيح ان الرجل ظل رغم كروب الزمن و تعرجات السياسة ابرز عقل للفكر القومي ( البعثي علي الخصوص) لكنه كان و سيبقي رمزا لتنوع المصادر الثقافية و الفكرية التي لا يقيده الا سعة و غناء اخيلته الخصبة.
محمد يحظيه رحمه الله برحمته الواسعة ضرب للاجيال اروع مثال علي الصبر و التجلد في النضال و الشد بالنواجذ علي نائبات الزمن و غدر الايام و الليالي قبل الانسان و السلاطين.
وفاء الرجل لما يراه صوابا في حقبة زمنية بعينها ظل ميزته بارزة له. فلا السجن و لا التهميش و لا الشيطنة الاثمة و لا الاغراء الدنيوي صدته عن حقيقته و ايمانه بمذهبه. انه رحمه الله يستحق حقا تابينا جديرا بمقامه في القلوب و الذاكرة القومية و الوطنية .
فهلا يعاب ان نسحب عليه من هذا الباب االمقولة الخالدة ” قد اختلف معك في الراي لكني مستعد لبذل حياتي دفاعا عن حقك في الراي” و في حقك وواجبنا في حفظ شعلة ذكراك متقدة.
اللهم ارحم محمد يحظيه ولد ابريد الليل و اغفر له و تجاوز عنه و تقبله في فردوسك الاعلي بين الصالحين و الصديقين و المهديين و النبيين من عبادك و حسن رفيقا
وإنا لله و انا اليه راجعون
محمد الحسن ولد لبات ـ أاديس ابابا، الحبشة