نظم بيت الشعر في العاصمة الموريتانية نواكشوط، مساء امس الخميس، ندوة أدبية بعنوان “الشعرية ونقد الشعر العربي”، حاضر فيها كل من الدكتور سعيد يقطين، ناقد وباحث مغربي، والدكتور الطيب الوزاني.
وفي مستهل الندوة أشاد الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر ، بالجائزة السنوية التي استحدثتها الشارقة الإماراتية، السنة الماضية، والخاصة بنقد الشعر، مبرزا ضرورة تنبيه المشتغلين بالشعر والشعرية من الأساتذة والباحثين إلى أهمية هذه الجائزة في النهوض بالشعرية العربية.
وقال الدكتور سعيد يقطين، إن مصادرة النقاد قديما وحديثا على غنائية الشعر العربي لم يكن حقيقيا ولا إجرائيا، وأدى إلى عدم استفادة الشعرية العربية من إجراءات كثيرة، وثبات الشكل الشعري.
وأضاف أن ظهور الكتابة ووسائل الحفظ والنشر غير من النظرة إلى السرد والسرد في الشعر، وعمل على انتشار وابتكار أشكال شعرية غير غنائية.
ودعا سعيد يقطين إلى ترفيع الشعر العربي عن الغنائية والتركيز على أبعاده الإبداعية، مطالبا بإعادة النظر والتعامل مع الموروث الشعري العربي، حتى في بعده البصري.
واقترح أن تتم كتابة الشعر الجاهلي وخاصة المعلقات وفق أشكال جديدة، لا تلتزم بالنمط التناظري للبيت الشعري الكلاسيكي٬ مؤكدا أن أي محاولة للنهوض بالمشروع الشعري العربي لا تستند إلى التراث الشعري هي محاولة لن تكون موفقة، وسيتم تجاوزها إلى غيرها من مستجدات الخطاب اليومي.
ونبه يقطين أن الوطن العربي يضم اليوم عددا من الشعراء الكبار إلا أن الصدود النقدي والإعلامي عن الشعر جعل الرواية تتصدر المشهد.
بدوره، قال الأستاذ الدكتور الطيب الوزاني، إنه مع الرأي القائل بضرورة إعادة التعامل مع أدوات دراسة اللغة التعبيرية الجمالية التي تميز الشعر بأدواتها التي ترقى عن اللغة التقريرية.
وأوضح أن التراث الشعري العربي غني من الناحية الجمالية ومن الناحية التعبيرية، وأنه مع الإقلاع عن بعض التصورات التي لا تليق بالشعر، وذلك نحو فهم أعمق، داعيا إلى ضرورة الاستفادة من النظريات والمعالجات النقدية الحديثة.
وكان جمهور الندوة مقتصرا على بعض أساتذة الجامعة المشتغلين بهذا الموضوع تماشيا مع الإجراءات الاحترازية الناتجة عن انتشار الموجة الثانية من جائحة كوفيد 19، بينما تم بث وقائع الندوة مباشرة عبر منصات بيت الشعر – نواكشوط على شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة اليوتيوب والفيس بوك.