تناولت محاضرة أمس الجمعة بالجامع الكبيرضمن برنامج الإحياء الرمضاني الذي تنفذه إدارة التوجيه الإسلامي المرجعية المذهبية والفقهية والعقدية للشناقطة .
وأوضح المحاضر فضيلة الشيخ عثمان ولد الشيخ أحمد أبو المعالي في مستهل حديثه أن الشناقطة جزء من مرجعية الأمة الإسلامية التي تتحد في خطوطها وقواعدها العامة في مسائلها العقدية والعملية والسلوكية والتزكية.
وأضاف أن مصادر هذه المرجعية في المسائل العامة الأصلية هي الكتاب والسنة فكان المسلمون يؤمنون جملة بالرسل وبالكتب المنزلة وبالصلاة والزكاة ويتفقون كذلك على أن الدين الإسلامي حث على الفضائل ونهى عن الرذائل ، مشيرا إلى أنه فصل الحديث عن هذه المرجعية لتوضيح الوحدة الإسلامية التي هي الأصل في كثير من المسائل .
ونبه إلى أن التمايز الذي ظهر في المدارس الإسلامية المختلفة المذهبية والفكرية والعقدية سببه اختلاف الإفهام حيث تعدد الفهم وتنوع باختلاف هذه المدارس مما أسس لتشكل هذه المدارس ويعود سبب ذلك إلى أن هذه الأمة طلب منها إعمال العقل في النصوص واختلاف الإفهام في اللغة مما أدى إلى اختلاف في بعض المسائل الفرعية التي لا تنفي الاتفاق في الكليات التي هي محل إجماع
وقال إن هذا الاختلاف رحمة من الله تعالى ولطف بعباده حيث د عرف مذهب أهل السنة والجماعة الذي يشمل المذهب المالكي والشافعي والحنبلي والحنفي بوسطيته بين من يقول بكفر مرتكب الكبيرة وبين من يقول بعدم المؤاخذة بها يوم القيامة كالمرجئة فقد قالوا إنه إن لم يتب فهو في المشيئة فهم يعرفون بوسطيتهم بين المدرسة الحرفية النصية وبين المدرسة العقلانية المعتزلة التي حكمت العقل في كثير من المسائل.
وأكد أن مذهب الشناقطة هو المذهب المالكي الذي انتشر بشكل كبير في الغرب الإسلامي وكان يدرس في الجامع الأزهر وجامع الزيتونة والقرويين في المغرب وأن مذهبهم الفكري هو العقيدة الأشعرية وفي الجانب السلوكي التربوي يعتمدون طريقة الجنيد السالك وأن الشناقطة ألفوا في هذه المجالات وعمقوها ونشروها في أماكن مختلفة ولذلك هم متمسكون بمذهبهم وبطرقهم الفكرية والسلوكية.