أقبل على العالم هذا الضيف الثقيل الغامض،فمن قائل إنه فحسب فيروس متطور مستجد،اسمه “كورونا”،و منهم من ينسبه،لبعض فنون الحرب البيولوجية الهدامة.
و الحقيقة أنه أضر بالصين و إيران و إيطاليا و فرنسا و اسبانيا،على وجه الخصوص،و أصبح فى ظرف وجيز وباءً عالميا،و العياذ بالله،رغم محدودية انتشاره فى بعض الدول.
لقد كشف هذا الفيروس زيف المبالغة فى التطور الطبي،فقد وقف العالم الغربي عاجزا حتى الآن، أمام هذا الفيروس،و ربما يكون ذلك بسبب التركيز على التسلح و التربح،على حساب الاهتمام و الصرف على التخصصات و البحوث العلمية.
و بدا العالم رغم الصمود و المواجهة،أميل للخوف و السكون،حيث تعطلت المواصلات البرية و الجوية ،فى أغلبها،و رغم توقع انحسار تأثير خطر الفيروس، فى الأشهر القادمة،بإذن الله،إلا أن الوباء سيترك بصمته،على الاقتصاد و انسيابية الحركة البشرية،و لو مؤقتا.
فليس من السهل،حتى بعد انحسار الوباء، أن ترجع الأمور لطبيعتها،خلال أسابيع،على مستوى العالم كله،بل من المتوقع أن يتأثر الاقتصاد و السياحة ،بالدرجة الاولى،كما يتوقع أن تفرض قيود جديدة على التأشيرات البينية.
على مستوى بلدنا الخطر خارجي،و مع تشديد الرقابة على المعابر و استمرار جدية الإجراءات الداخلية،سيظهر خلال خمسة و أربعون يوما، على الأكثر ،بإذن الله،محدودية وجود فيروس “كورونا” فى بلادنا،لكن وضعيته، إقليميا و عالميا،ستفرض المزيد من الوقت،لتفادى الخطر الوبائي.
و لعل المجتمع محليا، سيتأثر ضعافه، مع استمرار حظر التجول،مما يستدعى المزيد من التضامن و التآزر الشعبي و الحكومي،عسى أن لا تتعمق تلك الانعكاسات المعيشية المحتملة.
و فى سياق موضوع “كورونا”،و العمل على محاولة استبعاد تلك الانعكاسات المحتملة محليا،وجه الليلة،مساء الأربعاء ،25/3/2020، الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى، خطابا لشعبه،أكد على الالتزام بالإجراءات الاحترازية،كما شكر المواطنين على التقيد النموذجي بتلك الاجراءات،و دعا للمزيد من الالتزام و التضامن و الوعي،و أعلن السيد الرئيس، عن صندوق لمواجهة و مجابهة “كورونا”،بمقدار 25 مليار أوقية قديمة،و دعا الفاعلين الاقتصاديين، للإسهام فى هذا الصندوق الهام،و أعلن الرئيس عن تحمل الدولة للضرائب على مواد استهلاكية حيوية، لغاية نهاية سنة 2020،و دفع رواتب لثلاثين ألف أسرة فقيرة،أغلبها فى نواكشوط،مدة ثلاثة أشهر،و تحمل الدولة عن الأسر الفقيرة،مدة شهرين،تكاليف الماء و الكهرباء،و غيرها من حزم الاجرءات الرئاسية الاستعجالية التضامنية.