أعلنت منظمة مشعل الحرية الكشف عن حالة عبودية جديدة بموريتانيا يسمى ضحيتها امبارك ولد سالم، قالت المنظمة إن تمكن من القرار من مستعبديه، وما زال عدد من أفراد أسرته ضحايا الاستعباد.
وقال رئيس المنظمة المعلوم ولد محمود إن منظمته قررت تقديم هذه الحالة للرأي العام، لافتا إلى أن المنظمة تمكنت من الوصول إليه بعد بحثه عن بنات خالته المقيمات عند رئيس المنظمة منذ سنوات بعد فرارهن من المستعبد.
ولفت ولد محمود إلى أن الفتى امبارك فال يعد الضحية رقم 12 من بين ضحايا العبودية الذين قدمت المنظمة معلومات كاملة عنهم وما زال البحث جاريا عنهم حتى اليوم.
وشدد ولد محمود على أن العبودية ما تزال موجودة في موريتانيا بشكل مخيف، مضيفا أن بعض فقهاء البلد ما زالوا إلى اليوم يرفض تزويج الخدم بدون إذن أسيادهم، كما يصدر بعضهم فتاوى بفسخ أي عقد زواج تم دون إذن السيد.
وأشاد ولد محمد بما تحقق في الجوانب القانونية المتعلقة بمحاربة العبودية، مطالبا السلطات بالعمل الجاد من أجل تنفيذ القوانين، ومعاقبة المجرمين، مبينا أن السلطات حتى الآن تتحجج بفرار المجرمين إلى الأراضي المالية، وهو أمر غير منطقي، حيث بإمكان السلطات مطالبة نظيرتها المالية بتسليم المجرمين الذين يتواجدون على الأراضي المالية، وهو ما لم تفعله رغم مطالبتنا بذلك.
ولفت ولد محمود إلى أن ضحايا العبودية يعانون من عدم حيازتهم لأوراق ثبوتية بسبب القوانين المنظمة للحالة المدنية، مردفا أنه منظمته قدمت للسلطات خلال السنوات الماضية أزيد من 100 ضحية، لكن الدعم الذي قدمته السلطات لهؤلاء الضحايا زهيد جدا ولا يرقى للمطلوب. وفق تعبيره.
أما عضو المكتب التنفيذي للمنظمة إبراهيم ولد مسعود فأكد أن المنظمة تعمل بشكل جاد من أجل القضاء على ظاهرة العبودية المشينة في موريتانيا، وتعد الحالة التي تقدمها اليوم أكبر دليل على وجود العبودية في موريتانيا، وهو ما يتطلب عملا جادا من طرف الجميع من أجل القضاء على ظاهرة الاسترقاق، والتي لا تقتصر على وجود العبودية كظاهرة ممارسة في البلد، وإنما تتجاوز ذلك الفعل المشين إلى المظاهر الأخرى المتعلقة بتهميش وإقصاء أبناء العبيد في جميع مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، مؤكدا أن ذلك الإقصاء والتهميش لا يمكن أن يستمر السكوت عليه.
فيما تحدث خلال المؤتمر الصحفي الضحية امبارك سالم، مؤكدا أنه فر بعد تعرضه للضرب من طرف سيده، وذلك بعد رفضه الاستمرار في العمل مع الرجل الذي كان يعمل معه بأوامر من سيده، وطالب الضحية باسترجاع والدته وإخوته، وأبناء خالته المقسمين بين أسيادهم.