اختتم منتدى الأواصر فعاليات الدورة الثانية من مؤتمر البدائل الذي ينظم سنويا ويتم خلاله نقاش مواضيع تتعلق بالتنوع والتعددية الثقافية في موريتانيا.
وأصدر المنتدى بمناسبة اختتام المؤتمر بيانا صحفيا مطولا حول التوصيات التي توصل إليها المشاركون في ختام فعاليات المؤتمر فيما يلي نصه:
انطلقت في مدينة انواكشوط، عاصمة الجمهورية الاسلامية الموريتانية الدورة الثانية من مؤتمر البدائل التي تحمل لسنة 2019 شعار ” لنسمع اصواتنا، ونحتفل بتنوعنا” وذلك بمشاركــة حوالي خمسين مشاركا/مشاركـة يمثلون العديـد من منظمات حقوق الانسان والشخصيات المرجعيـة وقادة الرأي والفكـر والاعلام.
يجري تنظيـم مؤتمر البدائل سنويا من قبل منتــدى الأواصـر للتحاور FED بالشراكــة والتعاون مع الجهات والمنظمات ذات المصلحـة في المواضيـع الوطنية المُثارة، وفـي هذه الدورة تناول المشاركون بالتشخيص والمناقشة والتقييم العديد من المعضلات الثقافيـة والاجتماعية والسياسية التي تتعرض لمسألة التنوع والتعددية الثقافية في بلادنا؛ وهكذا جــرى الاعلان مساء الأربعاء الــ13 نوفمبر 2019 عــن هـذه الفعاليـة السنويـة خلال عشاء ـ عمـل حضرته الصحافة والسلك الديبلوماسي بالإضافـة الى الشــركاء، قبـل أن يستأنف اشغالـه يومي 21 و22 المواليين وخـلال هـذه الأيام الثلاثــة ساهــم المحاضرون/المحاضرات في اثــارة المواضيع التالية :
1) أبعــاد وضوابط الممارسـة والمشاركــة السياسيــة في مجتمع متعدد الأعراق والثقافات.
2) التعايش بين الأعراق المختلفة في العصـر الرقمي ومظاهـر ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي.
3) النماذج التربويـة والتعليمية التي توجه الاصــلاح الاجتماعي والتنموي.
4) تقنين أوضــاع المهاجريــن في موريتانيا : التحديات والفرص.
5) سياسات الهويـة وأثرها على استقرار الشعوب متعددة الثقافات.
6) تعزيـز دور النساء في ادارة التعددية الثقافية وحـل الخلافات ذات المنشأ العرقي والاثني.
يرى المشاركون أن موريتانيا بلدٌ متعدد الثقافات والأعراق و الإثنيات مما يوجب ان تكون موضع إقــرار بين جميع القوى السياسية والاجتماعية والتيارات الفكرية والاعلامية، و أن السياسات الوطنيـة برمتها يجب ان تستصحب في خططها ورؤاها التنموية والاستراتيجية الأبعــاد الجوهرية للتعددية الثقافيـة.
ان تصور حلولٍ للتغوُل الثقافي والاجتماعي في موريتانيا يجب أن يرتبط ابتداء بالإقـرار بالتعددية الثقافية في مجتمعاتنا وذلك بعــد تحديد وتشخيص عناصر الثبات والتحول في التحولات الاجتماعية الجارية.
تأخــذ مسألة “الهوية” منحـى جديــدا فبعدما اخفقت المسارات الظاهـرة في صهــر المجموعات في بوتقـة “قومية” واحـدة، جاء الدور على المكونات والشرائح الاجتماعية المغبونـة لتعبـر عن “خصوصيات” سوسيوـ ثقافية مستقلـة، حتــى بات من الضرورة بمكان الإقرار بالتعدديات الهوياتية لمجتمعنا (عربيـة، آفروـ عربيـة، و زنجية..)، وعلــى كافة المستويات الدستورية والقانونية، فالنصوص القـانونية وتاريـخ المجتمعات في موريتانيا كلها عواملٌ تمكـن من اضفاء أبعاد قيمية كبرى على مبدأ التعدد الثقافي “الوحدة في التنوع” .
يرى المشاركـون أن أي اصلاح لقطاع التربيـة في موريتانيا يجب أن يتضمن تعددية اللغات الوطنية والعالمية بما يُسهم في تجسير الهوة بين المكونات والاعراق ويُحسين من شمولية وجودة التعليم بموريتانيا؛ وسيعلـي هـذا المسعـى التنموي الواعـد من شأن اللغات المحلية والثقافات الاجتماعية وترسيــخ الهويات الوطنية الفرعية والجامعة.
نبـه المشاركــون الى تنامي ظاهــرة كراهية الأجانب فـي سياق الخطابات الشعبوية والممارسات التعسفية مطالبيـن بضرورة اتخاذ تدابيــر بديلة من شأنها أن تحفظ حقوق الانسان للمهاجرين في بلادنا على نحو افضل ، مع الأخـذ بعين الاعتبار طبيعة الانسان الموريتاني الميالة الى النزوح الدائم والهجـرة الى انحاء المعمورة (الصحراء والانتجاع في جوانبها).
أوصـى المؤتمرون بأهميـة اعادة النظــر في مكانـة المرأة والارتقاء بها على كافـة المستويات والأصعـدة، مُـؤكدين على أن المرأة تعـد جزءا رئيسا من عملية التنشئة الثقافيـة مما يفرض وضع استراتيجية لتطوير وتحديث منظومة الاصلاح الاجتماعي و “دمقرطـة الحياة العائلية “، وتمكين المرأة اقتصاديا لتطويـر أدوارها.
المشاركــون
نواكشوط، فـي 22 نوفمبر 2019