هناك في مكان ما من ارض الوطن وبعد التخرج تم تحويلي اليه … مازلت أذكر كل التفاصيل …حيث تعلمت كيف أعيش وحيدا بين جبال شامخة وفي بيئة وظروف قاسية تشكل تحديًا لأغلب أنواع الحياة.. تعلمت في تلك البئة كيف أحادث نفسي و أجعلها تتقمص أدوارا عديدة في مسلسل أنا الممثل الوحيد البائس فيه.
تعلمت كيف أقتصد في كل شيء, في الماء الذي أحضر عشر لترات منه بشق الأنفس, في المؤونة التي يستحيل الحصول عليها في بحر الأسبوع .
تعملت كيف أعيش بلا تلفازوأخبار ومسلسلات مانويلا ..وكاسندرا آنذاك … تعلمت كيف اعيش في مكان نائى ومن دون ضجيج .. تعلمت كيف أنير عتمة ليلي بالشمع , وكيف أصنع من طاولات مدرسة فاشلة سريرا, و مكتبا و مكتبة و أشياء أخرى ..
تعلمت عد الثواني و الدقائق و الساعات و الأيام و الشهور, تعلمت تواريخ الأعياد و الأيام الوطنية ..
كانت كلها دروس حفظتها عن ظهر قلب, لأن القلب من تلقاها .. تعلمت الكثير هناك في ذالك- المكان البائس- الا القدرة على تحمل تلك الظروف لأنه درس فاق قدراتي .
تجربة مر بها أو بمثلها الكثيرون ولكن سرعان ما تغيب عنهم عند أول فرصة لإعادة التموقع .